بدأ الضغط الأروربي أكثر وضوحا على ليبيا حينما صرح وزير داخلية إيطاليا ماتيو سالفيني في أول زيارة له لليبيا بعد تشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة، فكان الرد سريعا من نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق يؤكد فيه رفض ليبيا القاطع لإقامة معسكرات للمهاجرين على التراب الليبي، مبينا أن ليبيا بلد عبور وليست مصدرًا لتدفقات المهاجرين.
وفي السياق ذاته اقترح وزير الخارجية الإيطالي “إينزو ميلانيزي” مطلع الشهر الحالي على حكومة الوفاق إمكانية إنشاء نقاط ساخنة في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط؛ للحد من الهجرة غير القانونية.
رفض قاطع
رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في مقابلة مع صحيفة “بيلد الألمانية” يجدد رفض ليبيا خطط الاتحاد الأوروبي الرامية لإنشاء مراكز للمهاجرين على أراضيها؛ لمنع طالبي اللجوء من الوصول إلى غرب أوروبا، مؤكدا أن ليبيا لن ترضخ للإغراءات المالية.
وقال السراج لصحيفة “بيلد” “نحن نعارض قطعا ما تريد أوروبا رسميا أن نفعله بإيواء المهاجرين غير القانونيين الذين لا يريد الاتحاد الأوروبي استقبالهم”، رافضا التهم الموجهة لخفر السواحل الليبي بإطلاق النار على عمال إغاثة يحاولون إنقاذ مهاجرين.
مساعي بلغاريا
قال رئيس الوزراء البلغاري، بويوكو بوريسوف، إنه من الضروري إقامة مراكز لتجميع المهاجرين في ليبيا قبل وصولهم إلى أوروبا.
ووافق البرلمان البلغاري، الجمعة، على قرار يحظر على حكومة بلاده التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع دول الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة قبول مهاجرين من أوروبا، بحسب موقع “يورو نيوز” الإخباري.
ليس في مصلحة ليبيا
أكد الحقوقي أحمد القصير أن إقامة مراكز للمهاجرين في ليبيا للنظر في طلبات الهجرة واللجوء ليس في مصلحة ليبيا، مبينا أنها ستدفع الراغبين في الهجرة واللجوء للقدوم إلى ليبيا؛ لأجل تقديم طلبات اللجوء.
وأضاف القصير، عبر حسابه الرسمي على تويتر، لو كانت أوروبا راغبة جدا في حل مشكلة الهجرة، يمكنها أن تقيم مراكز طلبات الهجرة في بعثاتها في كل الدول التي يأتي منها المهاجرون إلى أوروبا عبر ليبيا، مطالبا أوروبا بدعم المفوضية السامية لشؤون المهاجرين والصليب الأحمر الدولي لحل مشكلة اللاجئين.
وطالب القصير بعض الدول الأوروبية بمراجعة سياساتها الخارجية التي تتسبب في تذكية النزاعات والصراعات ودعمها للأنظمة الفاسدة في البلدان التي يتدفق منها المهاجرون واللاجئون، مشيرا أنه من أسباب الهجرة والنزوح تصدير الأسلحة والمرتزقة إلى دول العالم الثالث تحت ذريعة الحرب على الاٍرهاب. وفق تعبيره.
أوروبا تُحمِّل فشلها لليبيا
ويرى مراقبون أن المجتمع الدولي يُحمِّل ليبيا تبعات فشله وعجزه عن إنقاذ المهاجرين، وعدم وفائه بالمعاهدات التي صادق عليها، فيصدر لها عجزه باعتبارها دولة عبور، في حين أنه يغض الطرف عمن يديرون الهجرة في أوروبا؛ للبحث عن عمالة رخيصة، مطالبين المجتمع الدولي بالبحث عن آلية أخرى لمشكلة المهاجرين، بدل توطينهم في ليبيا.
وتزداد الصعوبات في ليبيا أكثر مع الضغوطات التي تمارس عليها من أجل توطين المهاجرين بأراضيها، مع انسداد الأفق أمام الحلول السياسية للأزمة الراهنة، وتردي الأوضاع المعيشية للمواطن.