تعد دهون البطن -التي تعرف أيضا بالكرش- مشكلة صحية شائعة في الوقت الحاضر؛ بسبب نمط الحياة غير الصحي، الذي يتمثل في التغذية غير السليمة، وقلة الحركة التي تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، فما مخاطرها؟
وتجتمع عادة الدهون عند الرجال على مستوى منطقة البطن لتأخذ شكلا دائريا، وفي الماضي كان “الكرش” رمزا للرخاء، ولكنه أصبح عبئا صحيا على التمثيل الغذائي وسببا رئيسيا لعدة أمراض.
ووفقا لاختصاصي التغذية العلاجية الألماني ماتياس ريدل، فإن دهون البطن لها أيض “هائج”؛ حيث إنه يفرز المئات من المواد الضارة، التي تتسبب في حدوث عمليات التهابية. وأضاف أنه يمكن أن تنشأ تجمعات سامة في الكبد، وفي أسوأ الحالات قد يحدث فشل كبدي.
وقال البروفيسور الألماني ماتياس بلوهر إنه عندما تكون دهون البطن مصحوبة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالدم ودهون الدم، يطلق الأطباء على هذه الحالة اسم “متلازمة الأيض“. وأضاف أن اجتماع ثلاثة من هذه العوامل الأربعة يرفع خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية تهدد الحياة.
من جهته، يقول الطبيب الألماني المختص بأمراض الجهاز البولي والتناسلي أوليفر غرالا إن هناك علاقة بين زيادة الوزن والدهون على مستوى البطن عند الرجال؛ وتراجع القدرة على الانتصاب وممارسة الجنس بشكل عام.
فغالبا ترتبط زيادة الوزن بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري واضطرابات التمثيل الغذائي للدهون، وهذه الأمراض لها تأثير على المدى البعيد على الأوعية الدموية فتصبح جامدة ومسدودة.
وفي ما يتعلق بالقدرة الجنسية، فإن تصلب الشرايين يمنع وصول الدم الكافي في الأوعية الدموية المتصلة بالعضو الذكري، و”هذا يقلل من صلابة الانتصاب”، على حد تعبير الطبيب غرالا.
وأما الخطر الأكبر -حسب الخبير الألماني- فيكمن في الكرش نفسه، لأن هرمونات دهون البطن تكون نشطة للغاية، وهو ما يقلل مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجل، وبالتالي أيضا الرغبة الجنسية والقدرة على الانتصاب، وهو ما تؤكده دراسة لجامعة هارفارد.
ويمكن معرفة إذا كانت دهون البطن خطيرة أم لا من خلال قياس محيط الخصر، وذلك بوضع شريط قياس على الوسط في المنطقة الواقعة بين الضلوع وعظام الحوض. ويصبح الأمر خطيرا إذا زاد حجم الخصر عن 102 سنتيمتر لدى الرجال و88 سنتيمترا لدى النساء.
اعتقاد خاطئ:
ويظن البعض أن شرب الماء -خاصة أثناء الطعام أو بعده- يؤدي إلى انتفاخ بطن شاربه وتحولها إلى “كرش”، ويلومون الماء لأنه ينفخ المعدة ويؤدي إلى اتساعها، وكأن الجسم بالون مطاطي ينتفخ بسهولة بسبب شرب الماء، ولكن هذا تصور خاطئ للغاية، والماء ليس سببا للداء، بل هو من ضرورات الحياة فتشربه بالهناء والشفاء.
فأولا، الماء لا يحتوي على أي سعرات حرارية، وبالتالي فعند دخوله الجسم لا يعطيه أي طاقة، وهو لا يتحول إلى شحوم تتكدس في الجسم، مما يعني أن الماء لا يؤدي إلى البدانة أو زيادة الوزن.
ثانيا، وبخصوص الكرش، فإن الجسم ليس بالونا لينا ليتورم مثل بطيخة بعد شرب كوب أو كوبين من الماء، وعلى الأرجح فإن سبب شعور الشخص بالانتفاخ بعد الغداء هو تناوله كمية كبيرة من الطعام، أو معاناته من اضطرابات معوية أو مشاكل صحية تستلزم مراجعة الطبيب.
نصائح للتخلص من الكرش:
- إنقاص الوزن.
- تناول تغذية صحية تشمل الإكثار من الخضراوات والفواكه الطازجة ومنتجات الحبوب الكاملة.
- ممارسة الرياضة.
- الإقلال من الدهون والسكر والملح والوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة.
