يعود تصدير النفط الليبي من جديد بعد استجابة قائد عملية الكرامة خليفة حفتر للضغوط الدولية خلال اجتماع روما، وإرسال رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب رسالة واضحة له أنه لا بيع للنفط خارج شرعية حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا.
فاجتماع روما الأخير أوصل رسالة واضحة إلى حفتر بأن الاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد للحل في ليبيا ويُمنع تجاوزه، وحفتر لم يماطل في تنفيذ الرسالة بل استجاب لها سريعًا وأعلن فتح الموانئ النفطية وتسليم إدارتها للمؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس، وهو ما قابلته المؤسسة برفع حالة القوة القاهرة عن الموانئ، وإعلان بدء تصدير النفط مجددا.
الدول المجتمعة في العاصمة الإيطالية ألزمت الأطراف الليبية بتصدير النفط وفق الآليات المحددة في الاتفاق السياسي، مطالبة الأطراف المعرقلة له بتسليم الموانئ النفطية للمؤسسة الوطنية المعترف بها دوليًّا دون شرط أو قيد.
لا حلّ خارج الاتفاق السياسي
الكاتب والصحفي علي أبو زيد، بيّن أن اجتماع روما يؤكد أن تجاوز الاتفاق السياسي أمر غير ممكن، وأن حل الأزمة السياسية في ليبيا دون الاعتراف بشرعية الأجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي، صعبٌ جدًّا.
وأوضح أبو زيد في تصريح للرائد، أن تراجع قائد عملية الكرامة خليفة حفترالسريع عن قراره فيما يخص الهلال النفطي، جاء بعد ضغوط دولية، خاصة بعد تولي واشنطن زمام المبادرة في الملف الليبي، متوقعًا أن يزداد حفتر ليونةً إذا استمرّت واشنطن في المستوى ذاته من الصرامة.
حفتر يُجبر على تغيير موقفه
من جانب آخر، رأى المحلل السياسي السنوسي إسماعيل، أن المجتمع الدولي يتعامل مع ليبيا من خلال الاتفاق السياسي، وينظر إلى حكومة الوفاق والمؤسسات السيادية الرسمية على أنها الممثل الشرعي الوحيد.
وأكد إسماعيل للرائد، أن اجتماع روما أجبر حفتر والدول الداعمة له على تغيير مواقفها بما يتناسب مع سياسة الأمم المتحدة، وأرسل رسالة واضحة تحذر من تجاوز قرارات مجلس الأمن.
وأضاف إسماعيل أن المجتمع الدولي ما زال يصر على التعامل مع ليبيا عبر حكومة الوفاق، على الرغم من خرق دول إقليمية لقرارات مجلس الأمن بخصوص حظر التعامل مع أي أجسام موازية لحكومة الوفاق أو موازية للمؤسسات السيادية.
ومع خضوع حفتر للضغوط الدولية بشأن الموانئ النفطية، خاصة بعد رفض مقترح مصر والإمارات الذي قدمه ممثلاها في اجتماع روما بتسهيل تصدير النفط الليبي من الموانئ الخاضعة لإدارة حفتر، تتساءل الأطراف الليبية هل سيستمر الضغط الدولي على قائد عملية الكرامة؟