كشفت مصادر صحفية عن تحذير أمريكي شديد اللهجة لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، عقب منع قوات حفتر بيع النفط عبر المؤسسة الوطنية للنفط المعترف بها دوليا، وإعلان تبعية الموانئ النفطية للمؤسسة الموازية في الشرق.
كما أكدت الدول المجتمعة في روما رفضها أي عملية لبيع للنفط الليبي خارج المؤسسات الشرعية، معلنة أنها ستلاحق كل من يقوم بذلك وإحالته لمجلس الأمن، مطالبة في ذات الوقت الإمارات ومصر بالضغط على “حفتر” بتسليم الموانئ النفطية لحكومة الوفاق.
إنهاء المهزلة
الكاتب والمحلل السياسي فرج فركاش يعتبر أنه لو صدق نبأ المخاطبة فإن الولايات المتحدة الأمريكية قررت التدخل السياسي في ليبيا بشكل مباشر، والضغط على جميع الأطراف لإنهاء “مهزلة” الانقسام الحاصل.
وقال فركاش في تصريح للرائد، إن الرسالة من البيت الأبيض، وليس بالضرورة من الرئيس الأمريكي ترمب، معتبرا أن تسويقها على أنها من ترمب تعطي “عقيلة صالح” أكبر من حجمه.
موقف متطور
واعتبر المستشار السابق للمجلس الأعلى للدولة أشرف الشح، أن الدور الأمريكي في الفترة الأخيرة لفت الانتباه إلى أن الدور الأمريكي لم يعد متأخرا، خاصة بعد تعيين القائم باعمال السفارة الأمريكية ستيفاني ويليامز نائبة الشؤون السياسية لرئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وأكد الشُح في تصريحات صحفية أن الموقف الأمريكي اتجاه القضية الليبية تطور، فقد أرسلت الإدارة الأمريكية رسالة شديدة اللهجة لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح تنتقد فيه دوره في حادثة الموانئ النفطية، بمباركته منح حفترالحكومة الموازية في الشرق غير الشرعية التصرف في إدارة الموانئ.
وأضاف الشح أن أمريكا بذلك تمارس دورا جديدا ترسل فيه تحذيرات مباشرة وواضحة لكل الأطراف بعدم نقض التعهدات والالتزام بالقرارات الدولية.
حفتر هو المعني بالرسالة
في المقابل أوضح الكاتب والمحامي فيصل الشريف أنه من الناحية الدبلوماسية الرسالة كان يجب أن تسير في قناة تؤدي إلى أهم شريكين يمثلان شرق ليبيا وغربها وهما عقيلة رئيس البرلمان والسراج رئيس حكومة الوفاق.
ويرى الشريف في تصريح للرائد، أن المعني بالرسالة هو قائد عملية الكرامة خليفة حفتر وكذلك داعموه إقليميًّا، مؤكدا أن أمريكا سئمت عبث وتهور المتحكمين في المشهد بشأن النفط، فقد قررت أن تكون لاعبًا أكثر تأثيرًا منذ ترشيح القائم بأعمال السفير السابق السيدة ستيفاني وليامز لتكون نائب غسان سلامة للشؤون السياسية وقد نراها مستقبلًا هي رئيس البعثة بديلًا لسلامة لضمان الغطاء الدبلوماسي لأي تحرك أمريكي. وفق تعبيره.
وأشار الشريف إلى أن شركات أمريكية منافسة لشركات فرنسية وإيطالية في النفط والغاز هي المحرك لسياسات الدول الكبرى وأهمها أمريكا الذي لن تصبح أوراقها ذات جدوى في ظل عدم ضمان تدفق النفط الليبي لتعويض السوق وضمان عدم ارتفاع أسعاره كون الولايات المتحدة دولة منتجة ومستوردة.
ويعتبر النفط من أولويات الولايات المتحدة الأمريكية وهي تخوض حربها ضد إيران، في الوقت الذي تطالب فيه السعودية برفع صادراتها لتعويض فاقد إيران، تبقى الأوبك الذي تعد ليبيا ضمن عضويتها لا تنجح في استعادة إنتاج ليبيا.