قرار حفتر بنقل إدارة الموانئ النفطية إلى المؤسسة الموازية في بنغازي، وضع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في مواجهته للمرة الأولى.
التطور في الهلال النفطي يوضح أن حفتر ومن ورائه الداعمين الأقليميين “مصر والإمارات” أصبحوا في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي.
الإعلام الموجه لم يستطع أن يزج بالإسلام السياسي في موضوع الصراع حول الهلال النفطي بين السراج وحفتر.
قرار حفتر تسليم الموانئ كشف أنه يريد أن يكون صاحب السلطة الأعلى في الدولة، والمتحكم في مواردها.
قرار حفتر بنقل إدارة الموانئ النفطية إلى المؤسسة الموازية في بنغازي تحت حكومة الثني وضع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج للمرة الأولى وجها لوجه مع حفتر وتيار الكرامة بعد أن كان طيلة الفترة الماضية يتفادى هذا التصادم.
كما أن التطور الأخير في الهلال النفطي قد وضع حفتر ومصر والإمارات أيضا في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن.
ووضع كذلك التزام المجتمع الدولي بالاتفاق السياسي على المحك
ومن الملاحظ في هذه الأزمة أن الإعلام الموجه ولأول مرة لم يستطع الزج بالعدالة والبناء أو الاخوان في موضوع الصراع كالعادة لعدة أسباب أهمها وضوح موقف الحزب من طرفي الصراع حفتر وجضران والذي كان مبكرا برفضه الاختيار بين طرفين غير شرعيين، والذي جاءت أغلب التصريحات بعده مطابقة له في إدانة طرفي الصراع سواء المجلس الرئاسي أو الدول الكبرى، ومع ذلك فقد حاول البعض الخلط بين موقف الحزب وموقف بعض الإسلاميين وتيار الثورة المتشدد، ولكن يبدو أن سياسة فك الارتباط مع هذه المجموعات التي انتهجها الحزب بالتزامن مع اتفاق الصخيرات قد أتت أكلها .
قرار حفتر بشأن تسليم الموانئ أفقده الكثير من مؤيديه وكشف عن نواياه الحقيقية في الوصول للسلطة، وزيادة نفوذه لفرض نفسه كأمر واقع، فحفتر يريد أن يبرهن للعالم أنه صاحب القرار في شرقي البلاد، ويملك زمام الأمور وموارد الدولة تحت إمرته.
السراج الذي انفرد بقيادة المجلس الرئاسي معتمدا بالأساس على الاعتراف الدولي يجب أن يدرك أن فشله في هذه المواجهة يشكل أكبر تهديد لاستمراره.
السراج وحفتر في مواجهة مباشرة
قال علي أغليو المحلل السياسي، إن قرار حفتر بنقل إدارة الموانئ النفطية إلى المؤسسة الموازية في بنغازي وضع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في موقف حرج للمرة الأولى وأجبره بأن يكون في مواجهة مباشرة مع حفتر بعد محاولات السراج بمهادنته طيلة الفترة الماضية.
وأوضح أغليو في تصريح للرائد أن هذه المرة اختلف الأمر في الصراع من الناحية الإعلامية ولم يستطع الإعلام الموجه أن يزج بالإسلام السياسي في موضوع الصراع حول الهلال النفطي بين السراج وحفتر، مؤكدا أن هذا يثبت أن حجة الإسلام السياسي شماعة وذريعة سياسية لضرب الخصوم ليس إلا.
وأضاف أغليو أن المواجهة بين الطرفين تعتبر مواجهة مباشرة بين الاتفاق السياسي المدعوم دوليا ومحاولة عسكرة الدولة التي تقودها مصر والإمارات.
السراج في موقف محرج
من جانبه أكد الكاتب والصحفي علي أبوزيد أن اتفاق باريس شدد على ضرورة إنهاء وجود حكومة موازية في الشرق الليبي، وهذا ما جعل السراج في موقف محرج، إذ إن هذا الأمر يمسه مباشرة ويؤثر على صلاحية مجلسه كسلطة تنفيذية لعموم البلاد، وفق قوله.
وبيّن أبوزيد للرائد “أن تسليم الموانئ من قبل حفتر إلى الحكومة الموازية يكشف ما يقدم عليه قائد عملية الكرامة، وأنه يريد أن يكون هو صاحب السلطة العليا في الدولة والمتحكم في موارد الدولة ويعطي حق إدارتها لمن يشاء بشرعية البندقية والرصاص”.
ورأى أبوزيد أن هذا التطور الأخير يوضح أن حفتر ومن ورائه الداعمين الإقليميين مصر والإمارات أصبحوا في مواجهة مباشرة ليس مع الأجسام المنبثقة مع الاتفاق السياسي فقط، وإنما مع المجتمع الدولي الذي كان موقفه حاسماً بتمسكه بالحل السياسي ورفضه الاعتراف بشرعية قرارات حفتر، بحسب أبوزيد.
ويبقى الصراع على الهلال النفطي وعمليات تصدير النفط بين حكومة الوفاق التي تكتسب الشرعية الدولية والحكومة الموازية على حساب قوت الليبيين، إلا أن المواطن لا ينتظر إلا انفراج الأزمة والدفع بالعجلة الاقتصادية في البلاد إلى الأمام حتى تتحسن ظروفه المادية.