لو كانت سبها في الجزائر لكان علينا أن ننظر إلى حريقها بثلاثة عيون، لأننا سنتأثر بأكثر من دخانها.
لو كانت سبها على حدود سيرلانكا لكان علينا أن ننشغل بزلزالها، لأن استثماراتنا في خطر، ومنطق المصالح يلغي حقائق الجغرافيا.
سبها ليست في كوكب عطارد، ولا في كوكب المريخ، هي ظهر ليبيا إذا لم تكن صرتها، وهي جزء من الدورة الدموية الليبية، وهي جزء من الجهاز التنفسي الليبي.
(معقولة) حرب حقيقية بمدافع الميدان، وبالقواذف الصاروخية، وبيوت تأكلها النيران، وقلوب أيضا، وكأنه مجرد احتفال بعرس جماعي!
مشكلة سبها ليست مشكلة فرنسية، ولا مشكلة ايطالية، ولا مشكلة جزائرية، هي مشكلة ليبية.
ومشكلة سبها ليست دخول أطراف من تشاد، أو أطراف من النيجر، بل المشكلة هو غياب ليبيا.
والمتضرر في النهاية ليس فقط سكان هذه المدينة المنكوبة، بل سيتضرر كل سكان ليبيا المعطوبة.
وما يحدث في هذه المدينة يجعلنا نلغي كل صراعاتنا، وكل خلافاتنا، وكل مشاجراتنا، لأن القضية تتعلق بليبيا.
ما يحدث في هذه المدينة يجعلنا نترك سبتمبر، وفبراير، والفجر، والكرامة، فما الفائدة من الجلوس في قمرة القيادة، إذا كانت السفينة ستغرق.
لقد فرقنا حب السلطة، وفرقنا حب المال، فهل يوحدنا الخوف على ليبيا، التي لا تعني لبعضنا إلا السلطة والمال.
أين غرفة العمليات التي تعمل 25 ساعة في اليوم؟ أي المجلس الرئاسي والبرلمان الذي يجب ان يكون في اجتماع دائم؟
أنا لا أصدق هذا الذي يحدث، هل نحن تحت التخدير، في حالة كومة ماذا؟.
المصدر : الصفحة الشخصية للكاتب والصحفي عبدالرزاق الداهش