في الثاني من ديسمبر من العام 2015 وقعت جريمة اختطاف في وضح النهار بمدينة صرمان لثلاثة أطفال من عائلة الشرشاري، وهم في طريقهم لمدرستهم لتبدأ بعدها قصة معاناة وجريمة بشعة دونت في الخانة السوداء لتاريخ ليبيا.
بداية الجريمة
يسرد رياض الشرشاري قصة خطف أبنائه الثلاثة ذهب 10 سنوات، وعبد الحميد 8 سنوات، ومحمد 6 سنوات قائلاً “
حادثة الخطف وقعت في الساعة الثامنة صباحاً حيث كان الأولاد يرافقون والدتهم كالمعتاد إلى المدرسة ويوصلهم سائق العائلة، حين باغتهم مسلحون أمام باب المدرسة، يطلقون الرصاص صوب السائق ومحرك سيارته، فيما حاصرتهم سيارتان أخريان.
تلقى رجل الأعمال الليبي بعد ذلك أربع مكالمات هاتفية من خاطفي أبنائه، طالبوا فيها حسب قوله بفدية مالية قدرها 20 مليون دينار ليبي، “، على الرغم من كبر المبلغ المطلوب إلا إنني حاولت التفاوض معهم وحاولت ترك الخط مفتوحاً أكبر وقت ممكن” يقول الوالد. لكن الخاطفين توقفوا عن الاتصال بوالد الأطفال بعد أن كشفت الأجهزة الأمنية أمرهم، انقطع التواصل معهم.
الكشف عن المصير
وفي منتصف مارس الماضي كشف جهاز المباحث الجنائية فرع الغربية، عن العثور على جثامين الأطفال الثلاثة مقتولين ومدفونين في غابة البراعم بمدينة صرمان بعد تحقيقات أجرتها المباحث مع أحد المتورطين في خطف الأطفال.
ليتم بعد ذلك تحويل جثامين الأطفال من مستشفى صرمان إلى مستشفى الزاوية التعليمي، ومنه إلى مركز طرابلس الطبي للكشف عليهم وعرضهم على الطبيب الشرعي.
سبب الوفاة
وبعد قرابة الشهر من العثور عليهم كشف رياض الشرشاري، الأربعاء، للرائد أن تقرير الطب الشرعي أظهر أن سبب وفاة أبنائه هو سوء التغذية والجوع نتيجة احتجازهم.
مضيفا أن الأطفال تُوفوا منذ فترة تتراوح بين 8 و10 أشهر، مشيرا إلى أن مراسم الدفن ستكون السبت المقبل.
ليسدل الستار عن أبشع الجرائم قسوة في المجتمع الليبي، ويثير التساؤل عن مصير المخطوفين الآخرين.