تعدّ تصريحات وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، التي نقلتها إذاعة فرنسا الدولية، أول تأكيد رسمي من الحكومة الفرنسية لوجود حفتر في فرنسا، بعد أيام من تضارب الأنباء حول صحته، والجهة التي نُقل إليها للعلاج.
وأكدت إذاعة فرنسا نقلا عن وزير الخارجية، أن حفتر يتلقى العلاج في مستشفى عسكري بضواحي العاصمة باريس، موضحة أن لودريان أفاد، في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، بأن “الحالة الصحية لحفتر أفضل”.
خارج الحسابات
الكاتب والصحفي عبد الله الكبير، يرى أن تصريح وزير الخارجية الفرنسي، هو توطئة أو تمهيد ضروري لتصريح مقبل يتعلق بتطور الوضع الصحي لقائد عملية الكرامة خليفة حفتر.
وقال الكبير في تصريح للرائد، إن كل الأخبار والمؤشرات والأحداث تؤكد أن حفتر أصبح خارج الحسابات السياسية والعسكرية، مرجحًا أن خبر وفاته بات وشيكًا بعد تصريح وزير الخارجية الفرنسي بوجوده في مستشفى بباريس، حسب تعبيره.
تواطؤ إقليمي
في السياق ذاته، أوضح الكاتب علي أبو زيد، أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بالمقارنة بما أثير في الصحافة والإعلام الدوليين، تعتبر مقتضبة جدًّا، مشيرًا إلى أن تصريحاته تهيئة لأمر أعظم أهمية سيقطع الجدل الحاصل حول الوضع الصحي لحفتر، الذي ظهر بشكل شبه مؤكد عدم مقدرته على الرجوع لسابق عهده، خاصة أنه لم تُسرب، إلى الآن، ولو صورة له، وفق قوله.
واعتبر أبو زيد في تصريح للرائد، أن هناك تواطؤا إقليميا من دول مؤثرة في ليبيا، على رأسها فرنسا، لإخفاء حقيقة الوضع الصحي لحفتر، مضيفًا أن بعثة الأمم المتحدة متورطة هي الأخرى في ذلك، وأن هذا الإخفاء يدعو للتساؤل.
كسب للوقت
من جانب آخر، أوضح مستشار “حفتر” السابق محمد بو يصير، أن ما نسب لوزير خارجية فرنسا لودريان، هو مجرد تسريب من اجتماع مغلق، وليس تصريحًا مباشرًا، مؤكدًا أن مثل هذه التصريحات يقصد منها كسب الوقت.
وأضاف بويصير أن بإمكان وزير خارجية فرنسا التنصل من التصريح في أي وقت عندما تتضح طبيعة الأمور؛ لأنه منقول عنه، وليس صادرًا منه، مطالبًا حكومة فرنسا بعدم استغفال الليبيين.
وفي الوقت الذي تأكد فيه أن قائد عملية الكرامة خليفة حفتر يتلقى العلاج في أحد مستشفيات باريس، تطابقت عدة مصادر حول بدء المفاوضات واللقاءات في دول إقليمية لتحديد بديل له في قيادة الجيش بالشرق.