قال لي أحد الطيبين فهم من كلامك أنك تقارن بين الدكتور الصادق الغرياني وبين خليفة حفتر !
طبيعيا لا يستغرب تسلل مثل هذا الخلل إلى عقول شيعة قداسة المفتي، ولكن الغريب أن أبعد شيء عن مضمون مقالة ليبيا الخبر هو عقد مقارنة بين الاثنين، فأول مقارنة كنا نعرفها هي المقارنة بين الفلزات واللافلزات، وحينئذ لم تكن تكتب المقارنة لا من حيث المضمون ولا من حيث الشكل بالأسلوب الذي تناول ” دور حفتر بين جرة القلم وجرة القدر”
فليس هكذا تعقد المقارنات، لأن المقالة ركزت على شخصية واحدة في العنوان وفي مساحة المضمون.
أما من يستغرب فكرة عقد مقارنة بين الاثنين- الأمر الذى جاءت المقالة خالية منه تماما- فهؤلاء لم يسبق لهم حتى تلاوة آية واحدة من ستة آلاف (6000 ) آية من الذكر الحكيم، أما إذا سبق لهم تلاوة القرآن مجودا ستة آلاف مرة فهم قطعا لم يرفعوا بحرف منه رأسا. وفاتهم منه ما فات من يحمل أسفارا.
لا يصح منهجيا أن تقرأ مقالة تحكي عن الفلزات فيتبادر إلى ذهنك ما علق به من تلازم مقارنتها باللافلزات، لعمرك هذا لزوم مالم يلزم لو صح في عقلك نظر ومنطق العقلاء، ثم مجرد ذكر أمر مع أمر آخر لا يعني مطلقا أي مفاضلة بينهما، فقد يذكر الشيء بالشيء الذى يذكر لا ما يفضله أو حتى يوازيه.
أما هل للحديث بقية؟ فأجل ولكن أكيد بعيدا كل البعد عن مجاراة لطيمة شيعة قداسة المفتي، ولعنهم وتكفيرهم وتخوينهم وتبديعهم وتفسيقهم، وشق النساء منهم للجيوب
ولطمهن للخدود وعويلهن على شيء غير موجود.
لماذا؟ لأن آخر ما يعنيني شخص الدكتور الغرياني أو شخص خليفة حفتر، بل ما يهم هو السلوك والتصرف والكلام إذا كان متصلا بالشأن العام وليس محصورا في الشأن الخاص الذى لا يعني إلا من يمسه، أما تأثير ذلك وتداعياته على المشهد الليبي فأكيد سيتناول الجميع، وأثناء هذا التناول قد يرضى البعض وقد يسخط آخرين، وقد يوافقه البعض وقد يخالفه آخرون، وهذه ليست في هذا فقط بل حتى في الإيمان بالله وجوده وصفاته وحقوقه، هل نحن متفقون عليها بالتفصيل؟ لا يقول نعم إلا جاهل بتاريخ الجدل.
هذه قضايا السياسة والأمن من دخلها من مدخل العقيدة فقد أعظم على الأمر الفرية، ولما يستوي في نفسه شيء من بديهيات لا الدين ولا السياسية ولا شم طبيعة العلاقة بينهما.
المصدر : الصفحة الشخصية للكاتب صلاح الشلوي