الكذب عند الأطفال
تتراوح أسباب الكذب من محاولة إخفاء شيء يتوقع الطفل أن يؤدي لمشاكل مع الكبار، وأحيانا لإضافة شيء من الإثارة والمتعة على القصة التي يسردها وللحصول على الاهتمام من المستمعين خصوصًا من أقرانه، أو أن يكون الكذب للحصول على أشياء يرغبها الطفل بشده مثل أن يدعي إنهاء واجباته المدرسية حتى يسمح له باللعب.
في بعض الأحيان يستمتع الطفل بردة فعل المستمع لكذبه، ومع تقدم العمر والوصول للمراهقة يصبح الكذب موجها لإخفاء أمور كثيرة عن الأسرة والمربين.
متى يبدأ الطفل بالكذب؟
يبدا الأطفال بالكذب في حدود السنة الثالثة من العمر ولكن بصورة بسيطة وغالبًا ما يتوقف الأطفال عندما يتم توجيههم أن هذا خطأ ولا يجوز تكراره.
أما في عمر الرابعة إلى السادسة يتطور الكذب ويكون لدى الأطفال قدرة أكبر على حبك القصة وإظهار تفاعل جسدي وتفاعل في تعابير الوجه.
مع دخول المدرسة يتطور الكذب لأشكال أكثر تعقيدًا ودقة.
في عمر الثامنة يتقن بعض الأطفال الكذب لدرجه يصعب كشفه.
تشجيع الطفل على قول الحقيقة
مع تطور إدراك الطفل يمكن التوضيح له أن الحقيقة يجب أن تقال حتى لو كانت صعبة وأن الكذب خطأ
الغالبية العظمى من الأطفال تقبل بهذه الفكرة وتطبقها مع بعض الهفوات التي قد تتطلب التذكير
لا بد من تشجيع الطفل كلما أظهر الصدق وابتعد عن الكذب والثناء عليه
أما الغضب الشديد والصياح والتهديد فقد يؤدي للخوف دون تمييز
قد يصبح الخوف سببا لمزيد من الكذب، ويمكن أن نقول للطفل بهدوء: “إني أغضب عندما لا تقول الحقيقة” وهذا فعال
تشجيع الصدق
عندما يبدأ الطفل بسرد قصة غير صحيحة تتدخل بالقول أن هذه قصة حلوة يمكن أن نحولها فيلم، دعنا نؤجله وأخبرني بالحقيقة.
عندما تلاحظ أن الطفل قد سقط منه كوب الحليب، فبدل البدء بالاستجواب والتحقيق المرعب، يمكن أن تقول: يبدو أن حادثًا قد وقع أدى إلى سقوط الحليب دعنا ننظفه.
عندما يصارحك الطفل أنه قد ارتكب خطأ معين، فالرد المناسب يكون أن تشكره على صدقه وتوضح الخطأ بهدوء دون توبيخ ورعب
استعمال الكتب والقصص والكرتون لترسيخ مفهوم الصدق وفوائده عند الأطفال.
أن يكون المربي قدوة في الصدق، فلا فائدة من كل الجهد الذي يضيع عندما يكذب الكبار وحتى أن يشاركوا الأطفال في كذبهم.
كيفية التعامل مع الكذب
عند اكتشاف ان الطفل قد كذب، وضح للطفل بهدوء أن هذا خطأ سيؤدي إلى ألا يصدقه أحد في المستقبل، واطلب من الطفل المساعدة في تنظيف الجدار الذي كتب عليه وكذب أنه لم يفعل.
لا بد من الفصل بين الكذب ودوافعه؛ فإذا كان الكذب بهدف جلب الانتباه والشعور بالتميز، لا بد من إعطائه الاهتمام والانتباه في أمور كثيرة قد يتميز بها مهما كانت بسيطة، بحيث لا يكون مضطرا للكذب لهذا الغرض.
لا بد للمربي من التحدث بهدوء والابتعاد عن العنف اللفظي والبدني، واقتصار العقوبات على الحجز والحرمان.
الكذب بعد السابعة من العمر الذي يترافق مع السرقة والعنف والعديد من السلوكيات الخاطئة، فقد وصل إلى الاضطراب السلوكي الذي يتطلب مساعدة المختصين.
من المفيد أن يعرف الآباء والأمهات والمربون أن الكذب قد يكون ظاهرة عابرة بسيطة لا تتطلب الكثير من القلق، وقد يكون ظاهرة تتطلب التدخل والتعامل الصحيح معها، وأحيانا تكرار التعامل والتدخل، وقد تصل لمستويات من الانحراف السلوكي المرضي، وبالتالي ليس هناك إجابه واحده تصلح لكل طفل كذب.