بعد المؤتمر التركي الليبي للتنمية الذى انعقد باسطنبول السبت، يعود إلى الواجهة أمل عودة الشركات التركية للاستثمار في ليبيا واستكمال المشاريع المتوقفة بها.
الشركات التركية التى عملت في ليبيا لفترات طويلة وأقامت مشاريع عديدة اشترطت لعودتها ضرورة وجود حكومة ليبية قادرة على اتخاذ القرار حتى يستنى لها الاستثمار في هذا البلد.
وأدى الوضع الأمني في ليبيا بعد ثورة السابع عشر من فبراير إلى توقف عمل الشركات التركية ورحيلها من ليبيا، ولكن الحكومات التى توالت في ليبيا لم تفقد الأمل في عودة تلك الشركات والمساهمة في بناء الوطن.
بدء معالجة المشاكل
مدير مكتب الإعلام بوزارة الخارجية في حكومة الوفاق أحمد الأربدقال، إن ليبيا بدأت في معالجة المشاكل التي تعرقل عودة عمل الشركات التركية للعمل مجددا في ليبيا واستئناف المشاريع المتوقفة.
وأوضح الأربد في تصريح صحفي أن وزير الخارجية محمد سيالة ناقش خلال مشاركته في المؤتمر الليبي التركي للتنمية والاستثمار مع الجانب التركي استئناف عمل الشركات التركية في البلاد للمساهمة في إعادة بناء الوطن.
الوضع الأمني مناسب للعودة
في حين نقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة، أن الأوضاع الأمنية التى تمر بها معظم المدن الليبية في الوقت الحالي جيدة، وتعتبر مواتية لعودة الشركات التركية لاستئناف أعمالها المتوقفة في البلاد.
وأضاف سيالة أن عودة عمل السفارة التركية في طرابلس، والعمل على استئناف رحلات الخطوط الجوية التركية في ليبيا سيساهم في عودة الشركات إلى أنحاء ليبيا لاستكمال المشاريع المتوقفة منذ 2011.
ويهدف المؤتمر الليبي التركي إلى استكشاف آفاق جديدة للتنمية والاستثمار في ليبيا ويركز على كيفية معالجة الأوضاع الناتجة عما تعرض له الجانبان الليبي والتركي من أضرار جراء توقف أعمال الشركات التركية في ليبيا.
عودة الأمل
بدأ الأمل يعود إلى استئناف تركيا لأعمالها المتوقفة في ليبيا عندما أعلنت الشركة العامة للكهرباء الليبية في يونيو المنصرم، عن وصول أكثر من 200 مهندس تركي من كوادر شركة “آنكا تكنيك” التركية المنفذة لمشروع محطة كهرباء “أوباري” الغازية، جنوبي البلاد.
وأضافت الكهرباء آنداك أن المهندسين وصلوا لاستكمال مشروع محطة أوباري الغازية، التى ستساهم إذا ما اكتملت في إنهاء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بشكل كبير.
خيبة أمل
ولكن الأمل التى تأمله الليبيون سرعان ما خاب بعد أن اختطفت مجموعة مسلحة مطلع نوفمبر المنصرم، 3 مهندسين أتراك من العاملين في مشروع محطة أوباري الغازية.
وعقب هذه العملية غادرت الشركة المشغلة للمحطة ليبيا، على دفعتين تخوفا من الوضع الأمني بالمنطقة بالرغم من متابعة الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوفاق للحادثة ومحاولة فك أسر المهنديسن، إلا أن الشركة أصرت على الرحيل على أمل العودة عندما يتحسن الوضع الأمني بالمنطقة.
السراج وأردوغان
هذا وبحث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، الاثنين، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته تركيا، مستجدات الوضع السياسي في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وجدد الرئيس التركي خلال اللقاء دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني، مشيداً بجهودها المبذولة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، مؤكداً دعم تركيا للمسار الديمقراطي في البلاد، بينما أكد السراج على أهمية عودة الشركات التركية؛ للمساعدة في تنشيط الاقتصاد وإعادة الإعمار في ليبيا.
وفي إطار كل هذه المباحثات والتمهيدات لعودة الشركات التركية في ليبيا يبقى أمل الليبين في أن تستكمل الشركات أعمالها المتوقفة وانتعاش النشاط الاقتصادي في البلاد.