تدخل معاناة نازحي تاورغاء بمنطقة قرارة القطف أسبوعها الثالث، في ظل مساع حثيثة من عدة أطراف رسمية واجتماعية لعلها تصل لاتفاق تسوية يمكّن أهالي تاورغاء من العودة إلى مدينتهم.
تاورغاء اعتذرت لنا سابقًا، ومطالب مصراتة ليست صعبة
كشف عضو مجلس مصراتة البلدي علي أبو ستة، الأحد، عن تشكيل لجنة اجتماعية من مدينة مصراتة لحوار مباشر مرتقب مع أهالي مدينة تاورغاء.
وقال أبو ستة، في تصريح للرائد، إنهم على مستوى المجلس البلدي يريدون المحافظة على الاتفاق الذي وقعه ممثلو تاورغاء ومصراتة وصادق عليه المجلس الرئاسي، مؤكدا على عدم تدخل اللجنة الاجتماعية بعدم التدخل في بنود الاتفاق.
وأشار أبو ستة إلى إمكانية إضافة ملحق لاتفاق تاورغاء مصراتة السابق، إذا وصلت اللجنة إلى تسوية أخرى مع أهالي تاورغاء، مبينا أن بعض المطالب تنادي أن تكون تاورغاء فرع بلدي يتبع المجلس البلدي مصراتة، مشيرا إلى “إمكانية تنفيذ المطالب لاحقا وأنها ليست صعبة”، وفي حال اتفق الطرفان على هذه المطالب ستضمن في الاتفاق، وفق قوله.
ونوه عضو مجلس مصراتة البلدي إلى من يشترط اعتذار تاورغاء، إلى أنها اعتذرت في وقت سابق عن ذلك، مرجحا أنها لن تمانع من الاستجابة لهذا الشرط، وأنهم لن يقفوا مع من وصفهم بـ “المجرمين الذي اعتدوا سابقا على مدينة مصراتة” بحسب أبوستة.
على مصرتة اتخاذ قرار شجاع وحاسم
ومن جهته قال عضو لجنة المصالحة بين مصراتة وتاورغاء عبد النبي بوعرابة، للرائد الأحد، إن وفدا من أهالي مدينة ترهونة والنواحي الأربعة زاروا مخيم تاورغاء في قرارة القطف، محملين برسالة من مدينة مصراتة مفادها أن أهالي مصراتة سيشكلون لجنة، وهي تطلب لقاءً مباشرا مع أهالي تاورغاء، مؤكدا موافقة تاورغاء على اللقاء.
ودعا بوعرابة، في تصريح للرائد، أهالي مصراتة وأعيانها وحكماءها، إلى اتخاذ قرار شجاع وحاسم فيما يتعلق بملف تاورغاء يشابه دورهم القوي في المحافظة على وحدة ليبيا أثناء الحرب ضد النظام السابق، وضد تنظيم الدولة “الإرهابي” من خلال عملية البنيان المرصوص التي قادتها مصراتة.
وقال بوعرابة إن ملف تاورغاء ومصراتة بحاجة إلى “اتخاذ قرار حقيقي” يصدر عن حكماء مصراتة وأعيانها ومجلسها البلدي وأهلها، يقضي بعودة أهالي تاورغاء النازحين، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيكفل لم شمل ليبيا كافة.
أعيان المنطقة الغربية سيتوسطون للوصول إلى تسوية
وصرح رئيس لجنة حكماء وأعيان المنطقة الغربية والنواحي الأربعة صالح الفاندي، بأن لقاء مرتقبا سيجمع لجنتين واحدة ممثلة عن مدينة مصراتة، والأخرى عند مدينة تاورغاء.
وأوضح الفاندي، في تصريح للرائد، الأحد، أن لقاء لجنتي تاورغاء ومصراتة للتفاوض سيحضره وفد من المنطقة الغربية، معربا عن أمله في أن يفضي اتفاق الإخوة في مصراتة وتاورغاء إلى تمكين العائلات من العودة إلى بيوتهم.
وقال الفاندي إن دور الإعلام ينبغي أن يكون بناءً، ويصب في مصلحة الليبيين، بعيدا عن التوجهات والأجندة السياسية، مبينا أن أعيان المنطقة الغربية سيتدخلون لوضع حلول للملف في حال عدم تمكّن اللجنتين من الوصول إلى تسوية مرضية لهما.
ما يحدث لأبناء تاورغاء لا يمكن أن يستمر
واعتبر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج في الذكرى السابعة لثورة 17 فبراير السبت، أن ما يحدث اليوم لأبناء تاورغاء لا يمكن أن يستمر، وأن عودتهم يجب أن تتم اليوم قبل الغد، مؤكدا أنه لن يوقف دعم حكومته لهم ولجميع المتضررين في أي مدينة كانت.
. كما راهن على حكمة أهل في مصراتة للضغط على من وصفهم بـ “القلة الممانعة”، لتحكيم لغة العقل وطي صفحة الماضي وإعلان مصالحة وطنية حقيقية. وفق تعبيره.
يذكر أن رجوع أهالي تاورغاء إلى مدينتهم تعذر بعد أن كان مقررا مطلع فبراير الحالي، وفق الاتفاق المبرم بين لجنتي تاورغاء ومصراتة صادق عليه المجلس الرئاسي.