تتابع وسائل الإعلام العالمية والمحلية باهتمام بالغ أصداء وترتيبات بدء عودة أهالي تاورغاء النازحين منذ عدة سنوات إلى مدينتهم.
تباينت هذه الوسائل في وجهات النظر والتوجهات، كلٌّ تناول موضوع العودة من جانبه وحسب أجندته الخاصة، وهو ما لقي ردود أفعال خاصة لدى فئة الكتاب والصحافيين في ليبيا.
إعلاميون أميون
يقول الكاتب الصادق دهان: “شاهدت صورة الطفل التاورغي في إحدى القنوات على اعتبار أنه تعبير عن مأساة أهل تاورغاء، التي أحس بها عميقا حتى الأطفال، متسائلا “من لقّن الطفل أن يقول إن لون بشرته وراء معاناته؟”، مؤكدًا أن هناك من يسعى للعبث بالنسيج الاجتماعي الليبي؛ ليزيده تمزقًا وتشتتًا، وفق قوله.
ويضيف دهان، في تصريح للرائد، أن المؤلم هو ما وصفه بـ “الإعلام الفاسد”، و”الإعلاميين الأميين حد الخيانة” الذين سمحت لهم أخلاقهم بالنزول إلى هذا المستوى، وبأن يستخدموا الأطفال دروعًا إعلامية؛ لتأجيج الكراهية والسخط بين الليبيين، مستفهمًا هل ستبنى ليبيا بمثل هذا الإعلام، وهؤلاء الإعلاميين؟! وفق قوله.
إعلام يقف مع الجلاد
في المقابل، يصف الكاتب والمدون ميلاد المزوغي، في تصريح للرائد، بعض وسائل الإعلام بـ “المأجورة”؛ لوقوفها حسب رأيه مع من يمتلك السلاح وهو “الجلاد”، وليس مع “الضحية” وهم سكان تاورغاء، وفق وصفه.
منابر إعلامية تعمّق الفرقة
ويشدد عضو لجنة الحوار في الصخيرات جمعة القماطي، على ضرورة التهدئة والتحلي بروح المصالحة، والابتعاد عن التصعيد الذي تنتهجه بعض الوسائل الإعلامية؛ خدمةً لأجندتها في تعميق الصراع والفرقة في ليبيا.
ويضيف القماطي، في تصريح للرائد، أن بعض “المتاجرين بحق أهل تاورغاء في العودة لا يفعلون ذلك حبًا في تاورغاء وإنما كرهًا في مصراتة”، موضحًا أن هذه الوسائل “تؤجج الموقف، وتزيد تصعيد الأزمة بدلا من حلها”، وفق قوله.
وأشار القماطي إلى أنه مع حق نازحي تاورغاء في العودة، وكذلك مع حق كل النازحين الليبيين في ذلك، وعلى رأسهم نازحو بنغازي الذين هم أضعاف عدد نازحي تاورغاء، وفق تعبيره.
المتضرر هم أهل تاورغاء
من جانب آخر، يرى الكاتب الصحفي إبراهيم أبو عرقوب، أن بعض وسائل الإعلام تحاول اليوم أن تستغل قضية أهالي تاورغاء وتتاجر بها لأغراض شخصية أو فئوية لن تضر إلا أهالي المدينة النازحين عنها منذ سبع سنوات، وفق قوله.
ودعا أبو عرقوب، في تصريح للرائد، أهالي تاورغاء إلى ألّا يستمعوا إلا لصوت العقل والحكمة، وأن يفكروا في مصلحتهم ومستقبل أبنائهم قبل السماح لإعلام لن ينفعهم أو السماح لطرف ما أن يستغل قضيتهم، وفق تعبيره.
إعلام مؤجج للخلاف
وناشد عضو لجنة تنفيذ عودة أهالي تاورغاء عبد النبي بوعرابة، وسائل الإعلام أن تكون عادلة في تناولها لهذا الملف، مشددا على ضرورة الاستماع لصوت العقل والعقلاء بعيدًا عن المحاولات التي يسعى الإعلام المأجور من خلالها لزرع الفتنة.
وحذّر بوعرابة، في تصريح للرائد، من استغلال بعض أهالي تاورغاء، مشيرا إلى أن ما يبث من مواد إعلامية تحاول بعض القنوات استغلالها لدواعٍ سياسية، سيوسّع الهوة بين أبناء تاورغاء ومصراتة، وهو “أمر غير مقبول”، وتكرار للمشهد في عام 2011.
وكانت عديد القنوات الموجهة لليبيين عملت على استعطاف المشاهدين بتصوير أن الخلاف بين مصراتة وتاورغاء ينطلق من دوافع عنصرية.