حالة من الركود أصابت المشهد السياسي في ظل الانقسام الحاصل على جميع الأصعدة في ليبيا.
فبعد مقترح البعثة الأممية في ليبيا واجتماعات تونس الأخيرة بين لجنتي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب كان من المفترض أن تستمر المشاورات؛ لأجل حلحلة الأزمة السياسية التي طال أمدها وألقت بظلالها على الوضع الأمني والمعيشي في البلاد. لكن ما حدث هو ركود سياسي صاحبه بعض الاختراقات الأمنية في شرق البلاد وغربها.
الركود سببه “البرلمان ومجلس للدولة والجيش”
عضو مجلس النواب أبوبكر بعيرة عزا الركود في المشهد السياسي الليبي إلى الأطراف السياسية المختلفة “بداية من البرلمان ومجلس الدولة إلى الجيش”، في إشارة إلى قوات حفتر.
بعيرة قال إن “هذه الأطراف غير متفقة سياسيا؛ لذلك عندما طُرحت فكرة الانتخابات تلقفها الجميع”، موضحا أن الانتخابات في هذه الظروف ليست “عملية سهلة”، لكن الحراك في المشهد الليبي كله موجه نحو هذه الانتخابات، بحسب وصفه.
الكرة حاليا في ملعب مجلس الدولة
من جانبه اعتبر عضو مجلس النواب عمر غيث أن الكرة حاليا في ملعب مجلس الدولة، مطالبا إياه بتحديد موقف نهائي من مقترح البعثة الأممية في جلسة معلنة يتم التصويت فيها على هذا المقترح بالقبول أو بالرفض بشكل واضح، مؤكدا أن مجلس النواب قام بتبني مقترح البعثة الاممية بعد التصويت عليه بالموافقة.
عدم التزام مجلس النواب بتنفيذ مهامه عرقل المشهد السياسي
وترى عضو المجلس الاعلى للدولة نجاة شرف الدين أن السبب الرئيسي لهذا الركود هو عدم التزام مجلس النواب بمهامه وتحمل مسؤولياته المنوطة به بعد توقيع الاتفاق السياسي وهو ما جعل من المجلس الأعلى للدولة عاجز هو الآخر كون كل القرارات تحتاج للتوافق والشراكة بين الجسمين.
كما أن ربط كل الحلول والمسارات بالمجلسين صعّب الأمر وخصوصا فيما يتعلق بملف الدستور الذي بدا فيه المسار واضحا وشبه مكتمل وكان من الممكن تجنيبه هذا الركود وذلك من خلال اعتماد آليات ناجعة لسن قانون الاستفتاء دون الحاجة للأجسام التشريعية بالاستناد للقواعد الدستورية التي تبين آلية الاستفتاء على الدستور والتصويت عليه والنصاب المطلوب لاعتماده.
سبب الركود هو: ” سعي كل طرف إلى حلحلة الأزمة إلى صالحه”
ومن جانبه أرجع الكاتب الليبي علي أبوزيد أبرز أسباب ركود المشهد السياسي الليبي إلى سعي كل طرف إلى حلحلة الأزمة إلى صالحه، وغياب الثقة بين الأطراف التي لها تأثيرها، مؤكدا أن ارتهان قوات الكرامة لمجلس النواب أعاد حالة “الشلل إلى العملية السياسية”.
وأضاف “أبوزيد” أن التركيز على الانتخابات والحديث عنها جعل العمل على إيجاد مسار سياسي ضمن اتفاق الصخيرات “غائباً”، وصار الجميع مشغولًا بالحديث عن الانتخابات “صعبة الإجراء حالياً” بحسب وصفه.
عمداء البلديات يطالبون البعثة الأممية بالإسراع في كسر الركود السياسي
من جهة أخرى طالب عمداء البلديات المجتمعون بملتقى البلديات الأول بمدينة شحات، الثلاثاء، المبعوث الأممي غسان سلامة، بالإسراع في كسر ما وصفوه بالركود السياسي، وتحمل مسؤوليته في اتخاذ ما يلزم من إجراءات، والدفع في اتجاه إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية عاجلة.
وأكد العمداء في بيان لهم ضرورة تحمل مجلسي النواب والأعلى للدولة مسؤولياتهما التاريخية، والاستجابة للاستحقاقات الوطنية، وضرورة العمل على إنهاء الانقسام الحالي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفق البيان.
وحث المجتمعون في بيانهم كل الجهات والمدن على دعم المصالحة الوطنية، وتمكين المهجرين في الداخل والخارج من العودة إلى مناطقهم، مناشدين وسائل الإعلام التحلي بالروح الوطنية والابتعاد عن أساليب التأجيج واتباع المصداقية والمهنية في أدائها لرسالتها.
تشبث رئيسي مجلسي “النواب والدولة” بمواقفهما سبب الركود الحاصل
ويرى المحلل السياسي السنوسي إسماعيل أن الحديث عن الاستفتاء والانتخابات والإقبال الكبير من قبل الناخبين على التسجيل في الانتخابات زاد من تشبث رئيسي المجلسين بمواقفهما ورؤيتيهما تجاه التعديلات؛ لأن كلًا منهما يرى أن الأخر هو من يجب عليه أن يراجع مواقفه تجاه النقاط الخلافية؛ مما تسبب في الركود السياسي الحاصل.
ويستمر هذا الركود في المشهد السياسي الليبي في ظل دعوات لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في ليبيا هذا العام، حيث أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بلوغ عدد المسجلين في منظومة السجل الانتخابي بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات 2,129,345 ناخبا.