in

أغذية وعادات تؤدي إلى الخمول بعد الأكل

كثير منا يشعر أنه يكافح للحفاظ على عينيه مفتوحتين بعد وجبة الطعام، وهذا الشعور بالنعاس الذي يزحف إلينا بعد الانتهاء من الوجبات له أسباب عدة، وهي – في معظم الأحيان – ظاهرة طبيعية وقد تكون مفيدة، وإذا كان هذا الشعور بالثقل والرغبة في النوم في الحدود الطبيعية فإنه يدل على توجه الدماء للمعدة المنشغلة بهضم الطعام، فيقل الكم المتدفق للدماغ على حساب المعدة، وعندها قد يشعر الإنسان ببعض الخمول وذلك عامة لا بأس به ولا ضرر فيه، ولكن المشكلة تتضح مع الشعور بالوخم الشديد والنعاس المصاحب لكل وجبة بحيث يؤثر على حياة الإنسان وعمله، وفي هذا المقال سنتعرف على الأسباب غير المرضية للشعور بالوخم الشديد بعد الطعام.

* الأسباب المتعلقة بنوعية الطعام
الأسباب المؤيدة للتعب بعد تناول الطعام معظمها يرتبط بالأطعمة التي تتناولها كماً ونوعاً، وبعمليات الهضم والامتصاص والهرمونات المصاحبة لتناول الطعام، ومن أهم تلك الأسباب:

1.
الوجبات مرتفعة الكربوهيدرات
عند تناول الطعام، خاصة الكربوهيدرات (النشويات والسكريات) يرتفع الأنسولين لتحقيق التوازن بين مستويات السكر في الدم، ولكن الأنسولين يتسبب أيضاً في انتقال التربتوفان إلى الدماغ وتحوله إلى السيروتونين ثم إلى الميلاتونين؛ وكلاهما يؤدي إلى النعاس والخمول، وإذ إن إفراز الإنسولين يرتبط بالنشويات لذلك يزيد الإحساس بالخمول عند الإفراط فيها، ووجود البروتين بالوجبة يقلل من التعب المصاحب للوجبات مرتفعة النشويات.

2. علاقة بروتين أوريكسين (orexin) بالخمول
تعتبر مادة الأوريكسين حلقة مهمة جداً بين عملية التمثيل الغذائي وتنظيم النوم، ويفرز الأوريكسين من منطقة ما تحت المهاد بالدماغ، حيث ينظم مجموعة مذهلة من الخصائص العقلية ومنها النوم والجوع.

ولذلك وجد أن من يعانون من مستويات منخفضة مزمنة منه يعانون من الخمول والسمنة، ومن أهم أسباب نقص الأوريكسين الأطعمة عالية الكربوهيدرات والسكريات والأطعمة الغنية بالدهون، ولأننا نأكل كثيراً من السكريات المكررة ضمن الأطعمة السريعة التي غزت مطاعمنا ومنازلنا، فإن ذلك قد أدى إلى خفض مستويات الأوريكسين في الدماغ، ما يقلل من مستويات النشاط البدني؛ أي أننا نصاب بالسمنة والنعاس في وقت واحد.

الأطعمة عالية المحتوى من التريبتوفان مثل لحم الديك الرومي، وتلك المرتفعة بالميلاتونين مثل الكرز، قد تسبب في بعض الأشخاص بعض التعب والنعاس إذا تناولناها بإسراف.

3. الإفراط في تناول الوجبات الدهنية
في كثير من الأحيان سوف تتسبب الأطعمة التي يصعب هضمها في الشعور بالتعب بعد تناول الطعام، لأنها تدفع الجسم لزيادة تدفق الدم إلى المعدة لتتمكن من هضم الطعام بشكل صحيح؛ ما يشعرك بالخمول وهذا يشمل الأطعمة عالية الدهون والأطعمة المقلية.

تجنب الوجبات السريعة والبطاطس المقلية وغيرها من الأطعمة المقلية، خاصة عند وجود مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الحرقة أو متلازمة القولون العصبي، وإلا فسيزداد الشعور بالنعاس والتعب.

4. القصور العام في هضم الطعام
وجود ضعف عام في عملية الهضم يمكن أيضاً أن يُحدث الشعور بالتعب بعد وجبات الطعام لعدم اكتمال الهضم في وقت مناسب، فيطول وقت مكث الطعام بالأمعاء، ويزيد تخمره مسبباً التعب العام بالجسم، خاصة بعد الوجبات.


*
هل الطعام هو المسؤول الوحيد عن التعب المصاحب للأكل؟
وإن كانت العوامل المتعلقة بالتغذية هي الأساس في ذلك إلا أنه توجد أسباب أخرى تساعد في تفاقم الحالة ومنها:

1- عادات النوم
الشخص الذي لا يحصل على كفايته من النوم سيكون في حالة من التعب المستمر، ولا عجب من ازدياد هذا التعب والخمول عند وجود عبء آخر على الجسم، وهو هضم الطعام وهو جهد ليس بهين على جسم الإنسان.

2- اللياقة البدنية
الشخص الذي يتنقل من المكتب إلى السيارة إلى البيت سيعاني بعد حين من الضعف العام وضيق التنفس مع المجهود، وهو نفس ما قد يحدث مع عملية هضم الطعام.

____

المصدر/ موقع صحتك.

كُتب بواسطة raed_admin

شرف الدين: يجب الاستفتاء على الدستور قبل الذهاب إلى الانتخابات

الزيتوني ينتقل من الترسانة إلى المحلة