بعد إعلان المفوضية العليا للانتخابات، الثلاثاء الماضي، في طرابلس بدء تسجيل الناخبين واستحداث السجل الانتخابي تمهيدا لإجراء الانتخابات المزمع عقدها العام المقبل.
قامت مجموعة من المحتجين في مدينة بنغازي، الجمعة الماضية، بإزالة عدد من اللوحات الانتخابية من مراكز الانتخاب المعتمدة من المفوضية العليا للانتخاباب.
وطالب المحتجون في فيديو مصور بتفويض قائد عملية الكرامة خليفة حفتر برئاسة ليبيا؛ مما أثار ردود فعل محلية في غياب ردود فعل دولية.
المفوضية فوجئت بإزالة اللوحات
وقال رئيس المفوضية عماد السايح إن المفوضية “فوجئت” بفيديو تخريب لوحات ترقيم مراكز الاقتراع في بنغازي مشيرا إلى أن المفوضية ستقوم بالتواصل مع الجهات الأمنية في المدينة بهذا الشأن.
وأكد السايح في تصريح للرائد أن المفوضية ركبت لوحات ترقيم المراكز الانتخابية في بنغازي بتراخيص وإجراءات رسمية وبموافقة الجهات المسؤولة في المدينة، وأن إزالتها وتخريبها يعد مخالفا للقانون.
عملية الكرامة تخشى من الديمقراطية.
أما من جانب التحليل السياسي فيرى المحلل السياسي “محمد فؤاد” أن ما حدث في بنغازي من نزع لوحات من مراكز الانتخاب يلقى الضوء على حقيقة عملية الكرامة والأهداف الحقيقية وراء تلك العمليات العسكرية، والتي تسببت فى هذه الأزمة السياسية والمعيشية فى كل ليبيا، وفق قوله.
وتساءل فؤاد في تصريح للرائد عن حقيقة الدعم الإقليمي لعملية الكرامة من دول عربية تخشى العملية الديمقراطية في ليبيا، مشيرا إلى أن ماحدث يشعرنا بالأسف من بعض النخب التى تقول إنها تسعى للدولة المدنية، بينما تصمت عما يحدث فى الشرق، بحسب فؤاد.
المحتجون أقلية مشاغبة
من جانبه وصف الناشط السياسي “السنوسي إسماعيل” المحتجين بالأقلية المشاغبة التي تخرج في كل مشروع من مشاريع المسار السياسي الديمقراطي؛ لتمارس العنف وترفض كل المبادرات لبناء دولة المؤسسات المدنية في ليبيا.
وأكد السنوسي للرائد أن الاعتداء على مراكز الإنتخابات ومنعهم لحق الشعب الليبي في انتخاب من يمثله وفقا لإرادته الحرة محاولة بائسة، لن تعرقل الاستفتاء على الدستور والانتخابات.
ما حدث كان نتيجة تخوف الناس من نتائج الانتخابات
في حين قالت عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي “أسمهان بالعون”، إن ما حدث في المدينة من نزع للوحات ترقيم المراكز الانتخابية هو “تخوف الناس من إفرازات الانتخابات في الوقت الراهن”.
وأوضحت “بالعون”، في تصريح للرائد، أن البيئة “غير مناسبة” لإجراء انتخابات نزيهة تتاح فيها جميع الفرص، مشيرة إلى أن مجلس النواب خاطب مجلس بنغازي البلدي في هذا الشأن، وفق قولها.
وأضافت عضو مجلس النواب أن ما حدث هو رغبة شريحة معينة من الشارع في تفويض قائد عملية الكرامة خليفة حفتر لرئاسة ليبيا في الفترة الحالية، وفق تعبيرها.
وتبقى الانتخابات التي أعلنت البعثة الأممية في ليبيا عقدها العام المقبل مرهونة بالوضع الأمني، وقبول الأطراف السياسية والعسكرية بنتائجها.