وصل رئيس المجلس الرئاسي “فائز السراج” الخميس إلى الولايات المتحدة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، في زيارة هي الأولى بعد فوز “دونالد ترامب” بالانتخابات الرئاسية في يونيو من العام الماضي.
“السراج” يناقش مع “ماتيس” دعم جهاز الحرس الرئاسي
السراج بدأ برنامج زيارته بالاجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس في مقر وزارة الدفاع ” البنتاغون”، بحضور وزير الخارجية المفوض محمد سيالة، والمستشار السياسي للرئيس طاهر السني، وسفيرة ليبيا لدى الولايات المتحدة وفاء بوقعيقيص .
بدوره رحب الوزير الأمريكي في بداية اللقاء بالسراج ونهجه التوافقي مؤكداً على الشراكة الاستراتيجية بين ليبيا والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، والدور البارز والمهم لحكومة الوفاق الوطني في معركة تحرير سرت من عناصر تنظيم الدولة.
وعرض السراج تطورات الوضع السياسي والأمني في ليبيا، وأشاد بالدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لحكومة الوفاق الوطني في دحر الإرهاب ومطاردة فلوله.
واتفق الطرفان على مواصلة التعاون والتنسيق بين البلدين، والبناء على التجربة الناجحة في سرت والتي قضت، وفي وقت قياسي وبفضل تضحيات الشباب البواسل، على وجود تنظيم الدولة ” داعش ” في المدينة.
كما ناقش الجانبان خطوات دعم الأجهزة الأمنية والعسكرية وجهاز الحرس الرئاسي، والعمل على توفير الإمكانات اللازمة لرفع كفاءتهم، وإعداد برامج للتدريب والتأهيل وبناء مؤسسة عسكرية موحدة.
ترامب يجدد تأكيد بلاده على دعم حكومة الوفاق
الاجتماع الأهم لرئيس المجلس الرئاسي كان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ناقش الطرفان سبل توسيع المشاركة الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة.
وأكد ترامب خلال هذا اللقاء، دعم الولايات المتحدة لحكومة الوفاق، وأهمية استمرار جهود المصالحة السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في إطار الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية.
كما تطرق الاجتماع الى التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، والتزام الولايات المتحدة بمساعدة الشعب الليبي على تحقيق مستقبل أكثر استقرارا.
السراج يختتم زيارته بلقاء مع وزير الخارجية الأمريكي
وفي ختام جولته عقد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لقاء مع وزير الخارجية تيلرسون اليوم، حيث أكد الوزير تيلرسون مجددا دعم الولايات المتحدة الكامل للسراج، وحكومة الوفاق الوطني، والاتفاق السياسي الليبي.
كما أثنى الوزير تيلرسون على السراج لشراكته القوية في جهود مكافحة الإرهاب وهزيمة تنظيم الدولة، معربا عن التزام الولايات المتحدة بدعم جهود الشعب الليبي لبناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
وناقش “تيلرسون” مع السراج ضرورة قيام جميع الأطراف الليبية والدولية بدعم خطة عمل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامه من أجل المضي قُدما بعملية المصالحة السياسية الوطنية، وتهيئة الظروف لليبيا لإجراء انتخابات وطنية ناجحة.
وأكد تيلرسون أنّ الولايات المتحدة تواصل حث جميع الأطراف الليبية على الانخراط بشكل بنّاء في جهود الوساطة التي يقوم بها الممثل الخاص سلامه، بما في ذلك جهوده الجارية لمساعدتهم على التفاوض بشأن تعديلات الاتفاق السياسي الليبي، الذي يظل الإطار الوحيد القابل للتطبيق من أجل حل سياسي في ليبيا خلال مرحلتها الانتقالية، وأنّ المحاولات الرامية إلى الالتفاف على العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة أو فرض حل عسكري للصراع لن يؤدي إلاّ إلى زعزعة الاستقرار في ليبيا وإعطاء فرص لتنظيم الدولة وغيره من الجماعات الإرهابية لتهديد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائنا.
“لقاء مثمر” بحسب ما وصفه المستشار السياسي لرئيس المجلس الرئاسي “الطاهر السني”، وتفهم كامل لدور حكومة الوفاق الوطني، والتأكيد على دعم الاتفاق السياسي كحل وحيد للأزمة حتى الانتخابات، بالإضافة إلى استمرار التعاون الاستراتيجي من أجل استقرار ليبيا في مكافحة الإرهاب، ودعم الاقتصاد وإعادة الإعمار، هذا ما خلص إليه السراج خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.