بعد عرض المبعوث الأممي غسان سلامة لخطة العمل الجديدة لحل الأزمة في ليبيا، والتي لاقت قبول مجلس النواب، وقبول المجلس الأعلى للدولة – باستثناء رئيسه- مع بعض الملاحظات، أجرى المبعوث خلال زيارة له ،الثلاثاء، إلى مدينة مصراتة اجتماعا موسعا مع ممثلين عن الهيئات الوطنية والمجتمع المدني والمنظمات الشبابية داخل المدينة؛ لمناقشة خطة عمل المبعوث بخصوص تطبيق المواد المتعلقة بالسلطة التنفيذية في الاتفاق السياسي.
خطة عمل الأمم المتحدة تهدف إلى أن تتوافق الأطراف الليبية على حكومة تدير شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة في ليبيا.
عضو مجلس النواب فتحي باشاغا يرحب بالمبادرة
النائب بمجلس النواب ”فتحي باشاغا” أكد أن مبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة لاقت قبولا من قيادات مصراتة مع ضرورة تحقيق التوازن والمشاركة، واصفًا اللقاء بـ”الإيجابي” عكس ما تروج له بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي.
وشدد باشاغا على ضرورة ضمان البعثة التزام مجلس النواب بتنفيذ المادة 16 من الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات نهاية العام 2015.
وحث باشاغا البعثة الأممية على الاستعداد لعقد المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة الوطنية، وإجراء الانتخابات، وإنجاز الاستحقاق الدستوري، منوها إلى سوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية السيئة وتردي الوضع الاقتصادي في ليبيا.
خطة عمل البعثة ”مقبولة” تحتاج لبعض التعديلات
من جهته أوضح المحامي والناشط السياسي ”فيصل الشريف” أنه لا يمكن استعمال كلمة ”مرفوضة” مع خطة المبعوث الأممي، بل إن الخطة مقبولة غير أنها تحتاج لتعديلات، وهو ما تجسد في كلمات كثيرين من قيادات مصراتة في اجتماعهم مع المبعوث؛ كون أن المبادرة وضعت كل شيء في يد البرلمان وهو خصم ليس لمجلس الدولة فحسب، بل لنخب وتكتلات كبيرة لا تطمئن لهذه المؤسسة المنقسمة على نفسها والتي صارت تنحاز لطرف العسكر، وبالتالي فإن ذلك يهدد مفهوم الدولة المدنية الذي ينحاز إليه غالبية الشعب.
وأضاف الشريف أن الحضور نقلوا مخاوفهم لسلامة بضرورة وجود شراكة حقيقية تفرز رئاسي وحكومة تمثلان الليبيين حقيقةً وبعيداً عن حكم العسكر وتفرد البرلمان بالسلطة.
الفقيه: اجتماع مصراتة بالمبعوث الأممي ”إيجابي”
عضو مجلس النواب سليمان الفقيه وصف هو الآخر الاجتماع الذي عُقد في مصراتة بـ”الإيجابي” في مجمله، مبديًا دعمه لمطلب أعضاء المجلس الاعلى للدولة حول أحقية مشاركتهم في اختيار المجلس الرئاسي الجديد، مؤكدا أن المادة 12 من الاتفاق السياسي تمنحهم هذا الحق.
كما طالب الفقيه بعثة الأمم المتحدة بضرورة الضغط على مجلس النواب لتطبيق المواد 16 و17 من الاتفاق السياسي والإصلاح من نفسه.
خطة البعثة أخلّت بأهم ركائز الحوار
فيما يرى الأكاديمي ”مختار الجديد” الخطة المقدمة من المبعوث الأممي والتي تم التصويت عليها في مجلس النواب أخلت بأهم ركائز الحوار وأهم مبادئ اتفاق الصخيرات وهو مبدأ التوافق، حيث أنها اعطت حق التصويت لاختبار أعضاء المجلس الرئاسي لمجلس النواب، دون أن يكون للمجلس الاعلى للدولة أي دور.
وبين ترحيب الأجسام السياسة بمبادرة غسان سلامة وتعنت بعض الأطراف والشخصيات السياسية تبقى آمال الليبيين معلقة في تنفيذ الاتفاق السياسي والخروج بليبيا من الأزمة السياسية التي ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية والمعيشية للمواطن الليبي.