كشف مدير مكتب النائب العام الصديق الصور، الخميس، عن تحقيقاتهم بشأن تنظيم الدولة في ليبيا، في مؤتمر صحفي بطرابلس.
نشأة التنظيم في ليبيا
وقال الصديق الصور، إن بداية تأسيس تنظيم الدولة كان في درنة عام 2012، باسم جماعة التوحيد والجهاد، وكان يعمل بنظام الخلايا و”المَضَافات” في مناطق من ليبيا، قبل أن ينتشر ويسيطر على درنة وسرت، وينشئ ولايات ودواوين بطريقة منظمة شبيهة بتلك التي أنشأها التنظيم في سوريا والعراق.
وأوضح الصور، أن أغلب قيادات التنظيم ارتبطت بتنظيم القاعدة سابقًا، ولديها قضايا متعلقة بالإرهاب ومنهم من كان سجينًا في ليبيا قبل الثورة.
وفي حديثه عن عناصر التنظيم الأجانب، قال الصور إن أكثر الجنسيات في التنظيم هي التونسية والمصرية والسودانية، تليها جنسيات دول إفريقية مثل: السنغال، وتشاد، والنيجر، وغانا، ومالي، والصومال.
وتحدّث الصور عن سياسة التنظيم في استقطاب عناصره من إفريقيا والدول المجاورة عن طريق خطوط للهجرة والتهريب، وقد أنشا ديوانًا خاصًّا بهذا المجال.
الصور أضاف أن أبرز خطوط الهجرة التي يستعملها التنظيم، هي الخط الرابط بين تونس ليبيا، وبين الجزائر وليبيا، والذي يعبُر من خلاله مهاجرون كُثُر من إفريقيا، كما وصف خط الهجرة من السودان إلى ليبيا بالأخطر؛ لدخول عدد كبير من أفراد التنظيم من خلاله، وبيّن أن الخط الرابط بين مصر ليبيا خط ضعيف، لا يستعمله التنظيم بكثرة.
مصادر التمويل
وفيما يتعلق بمصادر تمويل التنظيم في ليبيا، أفاد الصور بأن التنظيم استغل الوضع الأمني لسرقة المصارف في بنغازي ودرنة، كما قام بعمليات خطف وابتزاز من أجل الحصول على الأموال.
وكشف الصور أن سرقة التنظيم شحنة أموال مصرف ليبيا المركزي في سرت، قد قام بها أفراد تابعون لتنظيم القاعدة، انضموا لاحقًا لتنظيم الدولة، وقد استفاد التنظيم من هذه الأموال في بداية تأسيسه، موضحًا أن التنظيم استفاد كذلك من دعم الدولة لبعض التشكيلات المسلحة بعد ثورة السابع عشر من فبراير، بالإضافة إلى الدعم المقدم له من التنظيم المركزي في العراق.
وبحسب الصور، فإن التنظيم استفاد من مهاجمته للحقول النفطية لسرقة سيارات ومعدات وآلات ثقيلة، وجدتها قوات البنيان المرصوص بعد تحرير سرت.
أهم الوقائع التي تسبب بها التنظيم
وكشف الصور، في مؤتمره الصحفي، اللثام عن أكثر من 200 واقعة، كان التنظيم أو أفراد ينتمون سابقًا له من الضالعين فيها، وأثّرت في المشهد الليبي في الأعوام الماضية.
الصور وزّع هذه الوقائع حسب نوعها، وأبرز الشخصيات والأماكن التي استُهدفت فيها، فبدأ باغتيال التنظيم شخصيات سياسية، منها: النائب العام السابق عبد العزيز الحصادي في درنة، وعضو مجلس النواب فريحة البركاوي، ووكيل وزارة الصناعة حسن الدروعي بسرت، كما اغتال التنظيم شخصيات أمنية عديدة، منها، مدير مديرية أمن درنة مفيد الميسوري، ومدير مديرية أمن سرت السنوسي كعيبة، ومدير مديرية أمن صبراتة حسن كاموكا، والعقيد طاهر الوش من مصراتة، واستهداف مشايخ دين، من أبرزهم: محمد بن عثمان من مصراتة، والشيخ مصطفى التومي من زليتن.
وكشف الصور في المؤتمر الصحفي، أن اغتيال عضو جماعة الإخوان المسلمين والعضو المؤسس في حزب العدالة والبناء، الشيخ محمد بن عثمان، بحسب اعترافات من عناصر التنظيم، كانت على خلفية دعوات الشيخ لبناء الدولة وحثه على عودة المؤسسات، وهذا ما دفع التنظيم لاغتياله.
وبيّن الصور أن هدف التنظيم من استهداف شخصيات أمنية وسياسية، ومهاجمة حقول نفطية مثل حقل الغاني وزلة، هو إعاقة إقامة الدولة الليبية، كما قام بعمليات تفجير لبث الرعب والفوضى من أجل توسيع سيطرة التنظيم.
الصور ذكر أن تحقيقاتهم كشفت أغلب المتورطين في التفجيرات التي نفذها التنظيم المدة الماضية، ومن أبرزها: تفجير كتيبة 166، ومقر أمن المعلومات والكلية الجوية بمصراتة، وبوابة الكراريم، وبوابة الدافنية، وبوابة مسلاتة، ومعسكر تدريب خفر السواحل بزليتن، وهجوم فندق كورونثيا.
جرائم لها بُعْدٌ دوليٌّ
وتطرق الصور لجرائم التنظيم الدولية التي نفذها داخل الأراضي الليبية، ومن أبرزها: اغتيال السفير الأمريكي في بنغازي، موضحًا أن الاغتيال كان بأمر من زعيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي، مؤكدًا تبعيته لتنظيم القاعدة، بحسب اعترافات لمتورطين من تنظيم الدولة في الهجوم على السفارة كانوا منضمين سابقًا لتنظيم القاعدة.
وتحدث الصور، في مؤتمره الصحفي، عن اختطاف الصحفيين التونسيين سفيان الشواربي، ونذير القطاري، مؤكدًا أن قضيتهما ما زالت في إطار التحقيق، ولم يُعلم مصيرهما بعدُ.
وأكد الصور أن ذبح الأقباط المصريين كان في مدينة سرت، خلف فندق المهاري، وبإخراج مؤسسة الحياة التابعة لتنظيم الدولة التي تُعرف بإعلامها القوي، وإخراجها الفني الجيد، مشيرًا إلى أن عملية التصوير كانت بإشراف قائد بارز في التنظيم يلقب بأبي معاذ التكريتي.
وتحدث الصور عن اختطاف التنظيم لأجانب من جنسيات مختلفة من حقل الغاني وزلة، مؤكدًا أن التنظيم قام بقتلهم في درنة بعد تضييق الخناق عليه هناك، مضيفًا أنهم قبضوا على خلية تتبع حركة حماس الفلسطينية تهرّب السلاح من ليبيا إلى فلسطين.
إحصائيات مهمة في التحقيقات
وأضاف الصور أن التحقيقات ما زالت مستمرة إلى الآن، وهي تُجرى بصورة متوافقة مع حقوق الإنسان، وطبقًا للإجراءات القانونية، وأنهم صمموا منظومة أمنية لجمع المعلومات عن 1500 شخصية مطلوبة تنتمي لتنظيمي القاعدة والدولة في ليبيا.
الصور أوضح أن المتهمين الذين حُقق معهم من الجنسية الليبية: 100 رجل، و33 امرأة، ومن الجنسيات الأجنبية: 39 رجلا، و65 امرأة، وحَدَثَان، مشيرًا إلى أن المحبوسين احتياطيًّا بلغوا 238، والمفرج عنهم: 75.
وأشار الصور إلى أنهم ضبطوا 250 متهمًا بالتعاون مع البنيان المرصوص، و60 متهمًا سلمتهم قوة الردع الخاصة، و4 سلّمهم جهاز البحث الجنائي في طرابلس.
وأضاف الصور أنهم يحتفظون بـ 780 جثة لأفراد تنظيم الدولة، أُخذت منها عينات الحمض النووي، موضحًا أن هناك جثثًا ما زالت موجودة تحت الأنقاض في سرت، وهم بصدد التعاون مع الحكومة لانتشالها.
الصور أكد تسليم 25 من المحررين من قبضة التنظيم للمفوضية السامية للاجئين، و9 لدولة الفلبين، وواحد للهند، و7 أطفال للسودان.
وبيّن الصور أن مكتبهم أصدر 824 أمر قبض داخليًّا، و50 أمر قبض دوليًّا بالتعاون مع الإنتربول، ومن المتوقع زيادة 200 في المدة القادمة، مشيرًا إلى أن 150 اسمًا جرى مخاطبة دولهم بالطرق الدبلوماسية للقبض عليهم.
وختم الصور حديثه في المؤتمر الصحفي، بالقول، إن تنظيم الدولة يتحرك الآن في سرايا تُوجد في الصحراء الليبية، وتتنقل بين جنوب سرت وبني وليد والمنطقة الجنوبية.