in

الشعب الليبي يحيا في المستنقع

ليس غريبا ولا هو مستبعدا أن تتحول بلدانا وأوطانا الى مستنقعات قذرة تطفو على صفحتها قاذورات ثقيلة لزجة تبعث ذرات كريهة للانوف من جنس القذارة الكريهة الطافحة الطافية على أديم هذه المستنقعات  وشعوب هذه البلدان والاوطان تقضى أيامها الحسوم في هذه المستنقعات القذرة، ذلك ليس مستبعدا ولا غريبا عندما تعلمون ان من ساد ويسود في هذه البلدان والاوطان  هم الحمقى  وليبيا خير مثال والتى تحولت الى مستنقع، كل قذارة العالم فيه تطفو، خطف، قتل، مخدرات، اغتصاب، سطو وسرقة، انتحار، كآبة اجتماعية عامة، فقر عام، عجز عن النفقة، غلاء مسعور، أغذية وادوية ملوثة*، أمراض وأوبئة تستشري* حرمان من الحقوق، تخصيص ثروة الشعب الليبي، تفكك أسري، نهب واختلاس للاموال العامة، فساد مالي واداري عام، تشبت بالمناصب لاستغلال هذه المناصب، تجارة الاعضاء البشرية*، دعارة، تهريب، فرق دينية ظلامية متعددة، طفولة معذبة، اهانة وضرب للنسوة، تسول، نزوح، تهجير، حروب بين الحين والآخر،انقسام وانشطار وطني وشعبي، نواب ووزراء وقادة عصابات سفاسفة (سرسرية).*

مستنقع دفع اليه الشعب الليبي دفعا ويستغيث ولا من يغيثه، وما كان مجلس النواب ومجلس الدولة والمؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة وحكومة الانقاذ وما قبلهما من حكومات ومدراء الادارات وقادة العصابات المسلحة حكاما لهم أدنى صفة شخصية لقيادة هذا الشعب وإخراجه من هذا المستنقع وماكان لهم ارادة وطنية وماكانت لهم عقول مدبرة حكيمة وماكانوا احياء بل أمواتا، فكيف أيها الشعب الليبي تستغيث بالأموات وكيف تنتظر من الأموات إنقاذا وأنت الحي، وعلى ذلك تحولوا إلى مايشبه أسراب من إناث البعوض التي تعيش على المستنقعات، وليس لها من مهمة الا امتصاص دماء أبناء الشعب الليبي في مستنقعه بإبرها الملوثة بالطفيليات التى تغرزها لمص الدماء وترك دمامل ملوثة بالطفيليات في جلود أبناء الشعب الليبي بحصاد وتخصيص الاموال لأنفسهم وتخصيص مستنقع للشعب الليبي كمن يكافئ نفسه تشفيا بتوريط شعب كامل في مستنقع يزداد كل يوم اتساعا وتزداد قاذوراته قذارة، ما السر..

ما العجب ما الغرابة في وجود حشود مجيشة عاجزة متبلدة كسولة من المسؤولين من  نواب مجلس النواب و اعضاء مجلس الدولة واعضاء المؤتمر الوطني ولجنة الستين ووزراء ورؤساء وزراء وقادة العصابات المسلحة على شعب تورط في مستنقع يتخبط فيه غارقا يبحث متلهفا عمن ينقذه ويجدهم لايبالون به منشغلين في حالات من الهرج والمرج والخمول والذبول والتلاق الفارغ والاجتماعات الجوفاء التي لا يذهبون اليها الا ولعا بالسفر وطمعا في الإقامة في الفنادق الفخمة على حساب الشعب الأسير في مستنقعه، فيستغيث ولا يغيثونه بل يزعجهم أن يستغيث وهم مسؤولون عن حشر الشعب الليبي في هذا المستنقع.

مسؤولون بحكم القانون وحكم العقل وحكم الأديان وحكم أنهم حكام، وهل يعرفون قانونا أو عقلا أو دينا أو أصالة حكم وهم لايفعلون أي شيء لإخراج هذا الشعب من مستنقعه إلا الترقيع والتلفيق والكذب والوعود والثرثرة وسيبقى أبدا الترقيع والتلفيق والكذب والوعود والثرثرة بقاء تبقيه الاموال والمزايا التي خصصوها لانفسهم، ويبقيه وجود الشعب الليبي في المستنقع، لا سر ولا عجب ولا غرابة عندما يتولى أمر الشعب الليبي أسافل الناس اخلاقا وأدنى الناس طباعا ولا يستطيع الجشع البشع عندما يكون مسؤولا او سائسا ان يفكر حتى أدنى تفكير في ان ينقذ شعبه ولا تفكير له إلا بما يحصد من اموال ومزايا.

أيها المسؤولون عبثا.. الا تعقلون. الا تتفكرون. الا تحسون. الا تدركون. الا ترون. الا تبصرون، إن ما يحدث للشعب الليبي ليس بالأمر المعقول لمن يعقل وعزة الله شعبا بكامله جرف إلى مستنقع مهلك فيه يتعذب والقول ليس قولي بل واقع الشعب الليبي هو الذي يقول والمزعج ان يمضي الزمن والشعب الليبي في مستنقعه دون فزع ودون نزع بل في صمت مطبق وفي ظلام مغلق ويعلم العاقلون ويعلم المتفكرون ويعلم المدركون ويعلم المبصرون ان هناك اشياء تهلك وتتعقد وتتشابك مع مضي الزمن ولن تعود ابدا كما كانت ويستحيل إصلاحها وإعادتها.

أيها النواب من مجلس النواب. أيها الاعضاء من مجلس الدولة والمؤتمر الوطني ولجنة الستين. أيها الوزراء ورؤساء الوزراء. أيها القادة، اتركوا فراغاً فإن فراغكم فسحة لشعب يختنق في مستنقع بل إن فراغكم أمل ولعله فرجا يأتي به من هو قادر على انتشال شعب من مستنقع تتجنبون أن تتلطخوا بقاذوراته التى تلطخ بها الشعب الليبي تزحزحوا. تنحو فان في تزحزحكم وتنحيكم رحمة لوطن ورحمة لشعب.

* كل القاذورات التي أحاطت الشعب الليبي هي وقائع وليس حشر كلام على التخمين وأغلبها معروفة ويعيشها الشعب الليبي، وما جد من جديد في المستنقع الليبي وقد لايدركه الكثير هو الاغذية والادوية الملوثة المغشوشة القاتلة المهربة المتوفرة في الاسواق، وانتشار الامراض والأوبئة انتشارا غريب وهو أمر معروف شعبيا في الشارع الليبي وهنا أرجو الاطلاع على مقال (أوبئة في ليبيا خارج السيطرة) من مقالاتي  وتجارة الاعضاء البشرية وقد أخبرت بما هو عجبا وسوف أعد لكم لاحقا مقال عن ذلك. * سرسرية: كلمة اصلها تركي على الأرجح ومتداولة حتى في الوسط الثقافي في أغلب البلاد العربية وتعني عديم الأخلاق الفاسد في طباعه ويرجعها بعض بحاث اللغة الى اصل عربي بإسنادها الى كلمات قريبة في نطقها.

محمد علي المبروك / كاتب ليبي

المصدر: موقع عين ليبيا

رسالة إلى فخامة رئيس مجلس النوَّاب «عقيلة صالح»

مازال الحديث عن الدستور